صدر عن دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان آناهيتا إلهة المياه والخصب في الميثولوجيا الإيرانية القديمة للأستاذ الدكتور سعد عبود سمار التدريسي في كلية التربية جامعة واسط .
يقع الكتاب في 152 صفحة يسلط الضوء على الالهة آناهيتا التي تحظى بأهمية كبيرة في المعتقدات المثيودينية الإيرانية القديمة ، ولعل دراستها تُجذر لأصول عبادة الآلهة الأم ووظائفها في الميثولوجية الإيرانية القديمة، ويحلُّ غموض مُتشابهاتها في الميثولوجيات الأخرى، ويُنهي اللبس المُعقّد الذي اختلف فيه الباحثون والكُتّاب عن أصول هذه الإلهة .
حاول المؤلف  في هذا الكتاب وضع أكثر من فرضية للبحث عن جذور عبادة آناهيتا، محاولا تفسير تماثل المُعتقدات على وفق مفهوم البؤرة وامتدادات تأثيراتها على الأطراف، فالبؤرة هي (إنانا/ عشتار) الرافدينية، وأطرافها  يتمثَّل بامتداداتها في الميثولوجيات الأخرى، لا سيَّما أنَّ ثَّمة مُتماثلات في وظائف هذه الإلهة مع الآلهة الإناث الأخرى، ففي الميثولوجيا الكنعانية، تتماثل مع (عناة، وعشتارت)، وفي الميثولوجية المصرية تتَّماثل مع (نون، وإيزيس)، وفي الميثولوجيا الإغريقية مع (ارتميس، وفروديت)، وفي الميثولوجيا العربية القديمة مع (اللات، والعُزى)، فالفرضية الأولى: تقودنا إلى تساؤل مفاده، هل الإلهة آناهيتا هي امتداد للإلهة الرافدينية (إنانا/ عشتار) على وفق مفهوم البؤرة والأطراف؟ وكَّأن هذه الآلهة الإناث مُسميات مُختلفة لإلهة واحدة، عُنيت بالطبيعة والخِصب.
أما الفرضية الثانية، فمفادُها: هلالإلهة آناهيتا هي ديمومة لمعتقدات آرية عن الإلهة الأم (سَرَسوَتىِ) الفيدية، التي اعتقدوا بها حينما كانوا في موطنهم الأصلي قبل الهجرة، وجاءوا بها بعد هجرتهم إلى موطنهم الجديد إيران؟ وفي ضوء المُعطيات التاريخية يمكن ترجيح أي الفرضيات أدق.
وتضمن الكتاب تمهيد موجز بيَّن فيه جذور عبادة الآلهة الأم في معتقدات الشرق القديم عامة، وإيران خاصة، وتطرق في مباحث أخرى إلى تسميتها وأصل عبادتها، وبيَّن المعنى الإجمالي لتسمَّيتها بصيغها المُختلفة، ودلالة هذه التسمية، وبحثنا في أصل عبادتها، وبواعث هذا الاختلاف. وسلّط البحثُ الضوءَ على وصفها على وفق ما جاء في كتاب أفستا.
وتناول بالتحليل ما تعنيه هذه النصوص الأسطورية. وعرض البحث وظائفها التي تنوعت، وهي: الخِصب، والجنس، وسيدة المياه كُلِّها، ووظائفها العسكرية، ودلالات هذه الوظائف.
وعُنيت الدراسة أيضا ببيان طقوس عبادتِها في ضوء النصوص الأفستية، وما كانت تُقدَّم لها من قرابين. وقَدَّمَت الدراسة عرضاً تاريخياً لتطور عبادتِها في العصور الإيرانية القديمة (الميدي، والأخميني، والسلوقي، والفرثي، والساساني)، واستعرضت الدراسة بشكل سريع أهمَّ معابدها.