نحنُ متى نأتِ إلى الدنيا وحضن الوالده

نبدأ بنقصِ العمر أنفاساً تمرُّ هامده

تميتنا الأيام والساعات وهي خالده

أنفاسنا محسوبة واحدةً فواحده

تدفعنا للموت دفعاً للأكفّ اللاحده

لو أننا ندرك ذا لم تُلفَ عينٌ هاجده

نبقى ظهوراً راكعاتٍ وجباهاً ساجده

وان نظرتَ النار – عقلاً – أنضجتك فائده

أدركتَ أنَّ هذه الحياة سوقٌ كاسده

عمرك كنزٌ لا تضعهُ لحظاتٍ شارده

أو لحظاتٍ آثماتٍ في الدروبِ الفاسده

العمرُ – لو تعرفُ كنهَ العمرَ – للأخرى عِدَه

كان كحبلٍ موصلٍ الى الجنان الخالده

أصبحتِ الآدابُ تلبس السواد كامده

تبكي لموتِ (رسلٍ) مثل الثكول الفاقده

رأيتُ في كلِّ الوجوه زفراتٍ واجده

كان اسمها على الكتاب فغدا في (الشاهده(

أوراقها تبعثرت منها وصارت زائده

قد أمَّلت وهي تعيش اليومَ أن تحيا غَدَه

وأنها خريجة وبالكثير واعده

لكنها قد انطوت طيَّ القرون البائده

يا ربُّ ارحمها وقد جاءت إليك عائده

 

 

 

الدكتور

محمد تقي جون علي