تضمنت الرسالة دراسة ظاهرة الزمان والمكان في شعر دعبل لما تشكله هذه الثنائية من حضور في الشعر العربي منذ الجاهلية إلى يومنا هذا إذ سجلا حضورا ملموسا في شعره وشكلا باعثا أساسيا من بواعث التجربة الشعرية عنده ، بل إنهما من أهم البواعث الراسخة في تكوين نمط تفكيره ونظرته الموحدة للحياة وموقفه الثابت من العصر العباسي سياسيا وثقافيا.

 كما تطرقت الرسالة  إلى ثنائية الشيب والشباب التي مثلت بكائيات الشاعر على زمان ولى وعلى زمان آت بالألم والتحسر مرة وعلى الشيب الذي يحل ضيفا فيحمل في طياته الوقار والهيبة والمنعة مرة أخرى.

وأوضحت الرسالة  إن حياته غدت صراعا لا انقطاع له مع الزمان والدهر من خلال تجشمه قضايا عقدية وسياسية جعلته يطوي الأرض مضطربا في البوادي وبين البلدان سعيا وراء تغير واقع المجتمع الذي تفشى فيه الانحلال الخلقي والسياسي مدافعا عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.

وقد توصلت الدراسة عبر فصولها الثلاثة إلى عدة نتائج منها أنها كشفت عن علاقة الزمان والمكان بالفكر العقدي الذي وظفه الشاعر توظيفا فنيا بما يخدم شعوره وموقفه من الحياة.وأظهرت عن انسجام المنهج النقدي القائم على التحليل الفني في تتبع صور الزمان والمكان وأجزائهما وظواهرهما في شعر الشاعر.