ناقشت أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة واسط التصوف في العراق في عهد المغول الايلخانيين 656ـ738هـ / 1258ـ1337م للطالب حسنين علي دلي العتابي.
تناولت الاطروحة التصوف في العراق في العهد المغولي وهي دراسة تاريخية تحليلية لتطوه باعتباره تيارا اجتماعيا شعبيا مهما له أثره السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي والديني في الحياة العامة وهم المتصوفة الذين يعدون من ابرز عناصر المعادلة في عراق ما بعد العباسيين .
وأضحت ان تلك المرحلة شهدت على مستوى التصوف تطورا خطيرا على مستوى التيار إلا وهو ما يعرف بالطرق الصوفية التي صار لكل منها شيخها ومريديها الذين أصبح ولائهم للشيخ وللطريقة أكثر من السلطة السياسية.
وبينت ان المدة المذكورة شهدت قيام دولة جديدة في كل من إيران والعراق هي الدولة الايليخانية أو مغول فارس في تسمية أخرى وقيامها له معان ودلالات كبيرة في تاريخ التصوف,فضلا عن ان التصوف مثل للسلطان المغولي إحدى أهم الأوراق السياسية التي كان يلعبها ايلخانات السلطنة في إسكات القوى التي كانت ما تربك لها الساحة الداخلية وتهدد الوضع السياسي .
تضمنت الاطروحة أربعة فصول كرس الأول للتصوف في العراق في عهد الخلفاء العباسيين المتأخرين قبل الغزو المغولي لبغداد 575ـ656هـ / 1179ـ 1258م ,وتابع الفصل الثاني علاقة سلاطين المغول الايلخانيين غير المسلمين بالمتصوفة في العراق, وكشف الفصل الثالث طبيعة نشاط المتصوفة في عهدي سلاطين المغول الايلخانيين المسلمين في ضوء التطور الجديد المتمثل باعتناق سلاطين المغول الايلخانيين الإسلام وتبنيه عوضا عن الشامانية والبوذية.
وعالج الرابع اثر المتصوفة في الحياة العامة في العراق في العهد الايلخاني واهم الانجازات التي حققها المتصوفة في أثرهم الديني والاجتماعي والاقتصادي والفكري.
توصلت إلى انه استمر حال التيار الصوفي ورجاله في أيام المؤسسة الايلخانية بعد سقوط بغداد كما كان عليه سابقا في أيام الخلافة العباسية المتأخرة وحسنت مكانته ورفعت منزلته وازداد الدعم المادي والمعنوي له في عهد هؤلاء المغول الايلخانيين في العراق.