مقالة بعنوان مصير العراق بيد المرأة لأحد تدريسي كلية الادارة والاقتصاد
مصير العراق بيد المرأة
الانتخابات اهم ركيزة من ركائز الديمقراطية. وهي المهمة المناطة الى الشعوب لتحديد المصير وتسليم دفة الحكم لمن يصل بهم الى حياة كريمة، فلهدف الأساسي من الانتخابات هو الوصول إلى المشاركة السياسية التي تفضي للاستقرار السياسي والاجتماعي ولتهيئة ظروف ملائمة للنمو والتقدم، والقضاء على الاستفراد بالسلطة والحد من القرارات الفردية العشوائية التي لا يوافق عليها المجتمع.ورغم هذه الاهمية البالغة التي تمس حياة الفرد وتحدد مصيره الا ان الثقافة الانتخابية لم تترسخ في عالمنا العربي فقد نحتاج للعديد من الدورات الانتخابية أو لسنين طوال لكي تكتمل قوانينها وانظمتها وتصبح ثقافة عامة لدى المجتمع فبعض الدول لها معاهد للتثقيف الانتخابي يكون له دور في الجامعات والكيانات السياسية والمنظمات وحتى المدارس الابتدائية رغم عدم وجود اسمائهم في سجل الناخبين.
وفي كل التجارب الانتخابية التي مر بها العراق منذ عام 2003 لا يتجاوز عدد المشاركين فيها الى النصف تقريبا ونسبة النساء كانت 25% من مجموع الناخبين أي ان هناك قصور واضح من المرأة في المشاركة وهي لا تقل اهمية عن الرجل حيث ان “نتائج التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء اظهرت أن عدد الاناث قد بلغ 18,375,761 بينما بلغ عدد الذكور 18,763,75 “. في عام 2016 وان 11% من الاسر تراسها نساء في العراق. ((حسب اخر الإحصاءات السكانية)
وبالنظر للتاريخ فأن المرأة ككيان إنساني في المجتمع لم يكن لها أي دور في الانتخابات في السابق، فأول حق للتصويت لها كان في عام 1890 في ولاية وايومينك في دولة الولايات المتحدة الأمريكية من دون ولاياتها الأخرى وبقيت منفردة بذلك على عام 1920 حيث تبعتها الولايات الأخرى وثم قلدتها دول شمال أوربا وبعدئذِ انضمت إلى ذلك كل من بريطانيا عام 1928 وفرنسا عام 1944 وسوريا عام 1949 بالشرط المقيد ومصر عام 1956 والعراق عام 1967 بموجب القانون ذي الرقم 7 سنة 1967.
وهناك العديد ممن يرى ان النساء في العراق لا يجدن ما يربطهن في السياسة والكثير من العوائل تهمش المرأة باعتبار ان لا دور لها في هذا المجال وكأن السياسة وتماسها المباشر بحياة الناس حكر على الرجال فقط. متناسين الكثير من حقوقها وكونها في اغلب الأحيان تكون حكيمة أكثر من الرجل فهي نفس المرأة التي تحتضن الرجال وتربيهم ليصبحوا قادة ويتحكموا بمصير الشعوب والمرأة العراقية وعلى مر الازمان اشتهرت بحكمتها وشجاعتها وعفتها وهناك العديد من النماذج نذكر منها أمهات الشهداء الذين ضحوا للعراق في معاركه الأخيرة ضد تنظيم داعش واللاتي شاركن وبصف واحد مع الرجال في جبهات القتال.
وعليه إن أردنا تصحيح المسار نحو الصواب ، فعلينا أن نطلق العنان للأم ( المرأة) بأن تساير الركب الحضاري في التربية والتنمية البشرية متمثلين بقول أمير الشعراء الراحل أحمد شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.فمن الضروري تحرير المرأة من القيود الاجتماعية وحثها على إثبات شخصيتها في المجتمع من خلال نشاطها لكي ترتقي إلى مستوى المساواة مع الرجل من دون تمييز عنصري.
وأن واقع العملية الانتخابية في العراق ستبقى مشوبة في مسلكها ونتائجها مالم تثقف المرأة بالثقافة الانتخابية لكي تستطيع القيام بدورها الأساس في تربية وتنمية المجتمع وعندئذ تستقم الأمور وتنتهي الفوضى العارمة في المجتمع الذي أساسه الرجل وليس غيره والواقع خير دليل.
وكما ذكرنا فان عدد النساء هو مساوي لعدد الرجال في المجتمع العراقي فهنا تكمن اهمية اصواتهن وضرورة اشتراك المرأة في تحديد المصير فاذا ما تجاوز نسبة المصوتات عن 60 % من أجمالي نسبة ألمصوتين فقد تقلب المعادلة لصالحها تماما أذا أحسنت الاختيار وأدت دورها بصورة دقيقة ومدروسة فسنرى تغييّر واضح للخارطة السياسة في البلاد اذ لابد ان نبدأ بتغير قاعدة الناخبين وبالتالي تنعكس على اختيار المرشحين. ، لأن الأصوات التي سترفع هي أصوات حقيقية ومدركة للحق، وتعلم جيداً أهمية التصويت في هذه المرحلة، تسبقها دراسة والمام بالشخصيات المرشحة وترجيح الشخصية التي تستحق قيادة العراق الجديد ويحققن اغلب ما تصبوا اليه المرأة وتتطلع له في جميع نواحي الحياة سواء المتعلقة بها خصوصا او بالمجتمع عموما.
فعلى المرأة العراقية اليوم الاشتراك وممارسة دورها في اختيار قادة قادرين ان يكملوا المسير من الجبهة العسكرية التي مرت بها البلاد في السنوات الاخيرة الى جبهة سياسية قادرة على النهوض بالعراق ليصبح في مصاف الدول المتقدمة، ومع وجود هذه الثلة الرائعة من النساء، نستطيع أن نطمئن على المستقبل
بقلم م.م احمد رزاق عبد اللآمي / تدريسي مادة الإحصاء السكاني / كلية الادارة والاقتصاد / جامعة واسط |